<H1 class=a_title>كارثة في غرفة النوم
يقضي الزوجان يومياً أكثر من 6 ساعات في غرفة النوم .. لذا كان لابد من تخصيص زاوية للحديث عنها ..
غاب الزوج عن بيته في سفر طيلة ثلاثة أيام، وطوال طريق عودته إلي أهله كان يفكر في زوجته واشتياقه لها، ولغرفة نومها، ويهيئ نفسه للقائها، والذي سيكون حلماً من الأحلام، وبالمقابل: الزوجة تهيئ نفسها أيضاً لاستقبال زوجها ولكن باتجاه آخر تماماً، فقد وضعت في دفترها أربعة موضوعات مهمة كانت أجلتها إلي حين عودة الزوج حتي تتخذ القرار فيها، وقد قررت أن تفتح الموضوعات في غرفة النوم بعد استقبال الزوج .
الكارثة
بعد الاستقبال الحار والتهنئات الجميلة وتوزيع الهدايا والعطايا، دخل الزوجان إلي غرفة النوم، والزوج يتقرب لزوجته ويداعبها وهي تتمنع بعد أن قررت أن تفتح الموضوعات، وبدأت بطرح الموضوع الأول لتناقشه، فتوقف الزوج عن المداعبة بعدما أبت الزوجة طلبه تأجيل الموضوع .. ثم بدأت العلاقة تتوتر وتحتد حتي وقعت الكارثة، فقد نام الزوج تلك الليلة في الصالة، أما الزوجة فقد استسلمت لبكاء عميق حتي ذهبت في النوم هي الأخرى .
ما الحل ؟
إن سبب المشكلة التي حدثت هو سر التهيؤ النفسي السابق للقاء والاستقبال من السفر، فالزوج كان قد هيأ نفسه للمعاشرة مع زوجته تلك الليلة، وهي قد هيأت نفسها لحل المشاكل معه وإن طال السهر .
وبعد اللقاء اجتمعا في غرفة النوم وبدأ الزوج ينفذ خطته فأبدت الزوجة تمنعها لأنها تريد أن تناقش الموضوعات معه أولاً ثم تأتي المعاشرة، ثم أبدي الزوج استجابته للنقاش ولكنه لم يستطع لأن القضية تحتاج إلي تفكير، وحل المشكلة يتطلب أن يضع عدة اختيارات ثم يوازن ثم يتخذ القرار الأنسب وهذا الموضوع يحتاج إلي نفسية معينة وهو لا يملك هذه النفسية الآن، فالأولوية عنده للمعاشرة، والأولوية عند الزوجة للمناقشة فوقع الصدام وحصلت الكارثة .
بعده أفضل
إن علي الزوجة أن تتفهم نفسية الزوج خصوصاً في غرفة النوم، وأكثر خصوصية عند مجيئه من السفر واحتكاكه بكثير من المواقف والمشاهدات التي قد تكون هيجته تجاه زوجته ، فهو ينتظر غرفة النوم انتظار الجائع للطعام، فماذا لو خططت لأن تلبي حاجة زوجها أولاً ثم تعرض حاجتها ؟ فقد أثبتت الدراسات النفسية أن نفسية الرجل بعد الجماع تكون أفضل بكثير مما هي عليه قبله، بل يكون مهيئاً للنقاش في أي موضوع تريده الزوجة .
ويقع علي الزوج في مثل هذه الحالة ذنب أيضاً تجاه زوجته، فلعل مدخله إلي نفسيتها لم يكن سليماً، لأن الزوجة أحياناً تتمنع عن المعاشرة حين تحس أن الرجل لم يحسن توصيل الرسالة التي يريدها بلطف ورفق وحنان، بل أوصلها بعنف وقسوة، أو أحياناً بكلمات جارحة أو أوامر، وإنما ينبغي ان يصبر الرجل علي زوجته مهما يكن مشتاقاً لها وأن يداعبها ويحمسها حتي تتفاعل معه، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الرجل أسرع استثارة من المرأة في الفراش حيث إن استثارة الرجال يرغبون بالمعاشرة بمعدل يتراوح بين 3 و 5 دقائق من المداعبة بينما النساء بمعدل يتراوح بين 10 و 15 بعد المداعبة، فلابد أن ينتبه الرجل لذلك فلا يقع علي زوجته كما تقع البهيمة كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم وإنما " رفقاً بالقوارير "، ولابد من الرفق في إثارة العاطفة والمشاعر حتي يكتمل الأنس بين الطرفين وتتوحد الرغبة والمحبة .
حتي القدامى
إن مثل هذه المشكلة تقع كثيراً بين الأزواج في غرفة النوم، ولا يشترط أن يكون الزوجان جديدين حتي تقع هذه المشكلة، بل إن كل زوجين ليس لديهما علم بمفاتيح النفوس وكيفية التعامل بين الزوج وزوجته في غرفة النوم يمكن أن تقع منهما مثل هذه الأمور ولو كانا متزوجين منذ عشرين سنة، ولو تذكر الزوجان أول معاشرة تمت في حياتهما، وكيف تمت دون مشاعر أو عواطف وإنما كان الهدف منها هو قضاء الحاجة فقط وأنهما لم يكونا في حالة استعداد نفسي كامل بل في حالة توتر وقلق، لأدركا أن هذا الوضع لا يمكن أن يتكرر بين زوجين مضي علي زواجهما أكثر من خمس سنوات، فلابد أن يعرف الرجل أن المرأة تحب الرجل البطيء في المعاشرة الذي يجيد التنوع والتجمل والتفنن فيها
</H1>