بنت المــرح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



2 مشترك

    مبروك المولود رجل

    بنت المرح
    بنت المرح


    انثى عدد الرسائل : 707
    العمر : 38
    الدولة : الاردن
    كيف تعرفت على المنتدى ؟ : الانرتنت
    تاريخ التسجيل : 01/10/2007

    مبروك المولود رجل Empty مبروك المولود رجل

    مُساهمة من طرف بنت المرح الأربعاء 19 مارس 2008 - 11:22

    مبروك المولود رجل

    سمعت عن بعض الخوارق التي قد تحدث لنوع معين من البشر " الرسل " وبعض الصالحين، وطبعاً مستحيل أن تصدر عن شخص الآن، وأدرج تحت صنف الخوارق " علاج الإدمان " .. بعض المدمنين أو معظمهم وأهليهم فقدوا العزم علي النجاة م أنياب الوحش القاتل .


    ولكن ما جعلني لا أقطع الأمل كلية في علاج الإدمان أنني من قبل كنت أظن أن انقطاع مدمن عن الإدمان صورة من صور تحقق المعجزات، نعم هكذا كنت أظن ولكن " خالد " غير هذه الصورة .. فمن يكون " خالد " ؟ وما قصته ؟



    كنت في غرفتي في العيادة الخارجية يوم الاثنين، والوقت ما زال صبحاً، رن الهاتف فرفعت السماعة وكان هذا الحوار :



    · هي : د. عادل .

    - أنا : نعم .

    · عندي مشكلة أود أن أطرحها عليك .

    - تفضلي أختي الفاضلة .

    · حقيقة يا دكتور أنا متزوجة منذ ست سنوات ولي من الذرية ولدان، وزوجي رجل طيب، ومن عائلة محترمة، ولكن المشكلة التي تضع زواجنا علي حافة الانهيار هي أنني علمت منذ ثلاث سنوات أن زوجي مدمن مخدرات، إنه يتعاطي الهيروين، ولا أعلم ماذا أفعل ؟ وأنت تمثل الأمل الأخير بالنسبة له فهل نجد عندك حلاً ؟!



    - الأمل بالله كبير، ولكن هذه المشكلة لا تحل بالحديث عبر الهاتف، من الضروري أن أقابل زوجك .

    · أتمني أن يقبل ذلك سأحاول ولكن كيف ؟!

    - ستجدينني في العيادة كل يوم اثنين .

    انتهت المكالمة، وأغلقت السماعة وكلي حسرة، فماذا عساني أفعل في هذه المشكلة، وكما قلت فإني كنت متيقناً أن علاج الإدمان صورة من صور الإعجاز التي لا أضمن أن تتحقق مع زوجها، وليس هناك بوادر تجعل من الممكن حدوثها، والمثير للألم أنها ليست نهاية إنسان مدمن ولكنها نهاية أسرة بأكملها .



    ولا أنكر أنه ما إن حل مساء ذلك اليوم، حتي أخذتني دوامة الحياة ونسيت ذلك الموضوع .



    في يوم اثنين وبعد ثلاثة أسابيع من المكالمة الهاتفية، طرق باب العيادة، ثم دخلت علي امرأة منقبة ومن خلفها رجل نحيل جداً ظهرت عليه مظاهر الإعياء الشديد، نظرت إليهما وقلت : نعم هل من خدمة ؟!

    فقالت : كنت قد اتصلت بك هاتفياً منذ حوالي ثلاثة أسابيع وحدثتك عن مشكلتي التي هي مشكلة زوجي مع الإدمان، وهو الآن جاء راغباً في العلاج .



    فأعادت إلي الذاكرة تلك المحادثة الهاتفية، فقلت مستدركاً تسرعي بعدم الترحيب : أهلاً وسهلاً تفضلا بالجلوس، نظرت إلي الزوج وقلت : مرحباً مرحباً أود أن نتعارف .

    فقال : أولاً .. أرجو من زوجتي أن تتركني معك علي انفراد .

    فخرجت الزوجة بهدوء ودون تردد .



    لم أكن أظن في يوم أني سأكون فريسة للمخدرات فأنا شاب من عائلة محترمة، وقطعت الشوط الأكبر من مراهقتي وشبابي في صحبة الشباب المتدين، ولكن في لحظة، لا أدري كيف بدأت سقطت في مستنقع المخدرات وكأن عمري حينها 24 سنة، وفي السنة التي تلت تزوجت " أم صالح " فقررت أن أبتعد عن صحبة السوء وطريق المخدرات ونجحت في ذلك لمدة عام كامل عانيت في الأسابيع الأولي، لكنني حرصت أن تكون معاناتي في نفسي لا يعلم بها أحد إلا الله، فما عرف أحد بهذا ولا حتي زوجتي، وفي نهاية هذا العام رزقنا الله " بصالح " وبينما أعيش ذروة سعادتي بمولودي الأول، هويت مرة أخري في هاوية المخدرات، كنت أقول إنني أستطيع أن أقلع عنها في أي وقت شئت، وأطلقت لنفسي عنان الأماني بأني سأتركها غداً .. بعد أسبوع .. شهر، وفي ترددي هذا مر عام لم أستطع الفكاك منها، والذي استطعت فعله فقط أن جعلت الأمر سراً، وكذلك غيرت طريقة التعاطي من " الشم " إلي " الإبر " ومر العام الثالث علي زواجنا وما زال إدماني سراً لا يعلمه أحد، أحياناً تسألني زوجتي عن مصروفاتي الكثيرة ولكنني أتهرب، وفي السنة الرابعة من الزواج زاد إدماني علي الإبر بل إني أصبحت أخذها في المنزل وبدأت تظهر علي علامات الإدمان والتخدير، وتحت إلحاح " أم صالح " والتي كانت وقتها حاملاً أخبرتها بسري هذا .



    صُدمت حين علمت بالحقيقة، بل وكادت أن تفقد صوابها، ولكنها تمالكت نفسها سريعاً وخرجت من الغرفة، والأكثر أنها عادت إلي بعد دقائق وقد علت وجهها ابتسامة جميلة، وهي تقول : لا يهمك يا " أبو صالح " سيعود كل شيء إلي سابق عهده بإذن الله، سأضع يدي في يدك حتي تستطيع أن تُشفي من مرضك هذا .



    وهكذا كانت دائماً بجانبي فأنجح شهراً وأسقط شهراً وأنقطع شهرين أنقطع عن المخدرات أياماً وأعود إليها .. وأنقطع .. وأعود وهكذا لعام كاملٍ، لم تيأس أو تتردد، ولم تفضح أمري أبداً، وأنا لا أملك إلا أن أشفق عليها، فزوجة المدمن ليست زوجة لرجل بل لنصف أو حتي ربع رجل، وفي نهاية العام، جاءتني وقالت : لم يعد أمامنا إلا اللجوء إلي العلاج الطبي، فها أنا أمامك يا دكتور من أجل أن أتوب إلي الله أولاً ثم من أجل زوجتي العظيمة هذه ومن أجل أسرتي ثم من أجل نفسي .



    لن أطيل عليكم، فبعد مرور ستة أشهر، شهدت بفضل الله المعجزة تتحقق، وجدتني أقف أمام بداية إنسان جديد، بطاقة جديدة، آمال جديدة، وانطلاقة جديدة، وكأنه مولود جديد في عمر الثلاثين .



    في آخر زيارة جاءني وقال : بعد شكر الله كان علي أن أشكرك علي المساعدة، ولكن اسمح لي أن أقول إنه بعد فضل الله يعود الفضل إلي زوجتي .



    نظرت إليه وقلت : لو أنك قلت شيئاً غير هذا لاعتبرتك ناكراً للجميل .

    نعم الزوجة، بعد فضل الله، كانت هي " دينمو " المعجزة، التي من ورائها تحقق هذا الإنجاز الفريد، فلو كان خلف كل مدمن زوجة مثل " أم صالح " لما فشل الأطباء في علاج حالات الإدمان .
    anasgun
    anasgun


    ذكر عدد الرسائل : 1511
    العمر : 41
    الدولة : الاردن
    كيف تعرفت على المنتدى ؟ : كرة القدم
    التزامك بقوانين المنتدى : مبروك المولود رجل Uoa_ao10
    تاريخ التسجيل : 28/10/2007

    مبروك المولود رجل Empty رد: مبروك المولود رجل

    مُساهمة من طرف anasgun الأربعاء 19 مارس 2008 - 17:36

    لاشي بعيد عن قدرته جل جلاله متى كنا مع الله كان معانا
    مشكوره بنت المرح موضوع قيم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 0:12