بنت المــرح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



2 مشترك

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي

    بنت المرح
    بنت المرح


    انثى عدد الرسائل : 707
    العمر : 38
    الدولة : الاردن
    كيف تعرفت على المنتدى ؟ : الانرتنت
    تاريخ التسجيل : 01/10/2007

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي Empty نصف ساعة في منزل زعيم عربي

    مُساهمة من طرف بنت المرح الإثنين 24 مارس 2008 - 15:19


    مقال بقلم : د. إبراهيم حمّامي

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي ShowLetter?box=Inbox&MsgId=839_1283024_5524_4129_135446_0_3917_195970_870753353&bodyPart=2&YY=78253&y5beta=yes&y5beta=yes&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&Idx=18

    كانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة والنصف بعد ظهر يوم الخميس، دخلنا مخيم الشاطئ، عدة شوارع ثم استدرنا نحو اليمين،وإذا نحن أمام منزل السيد إسماعيل هنية، كان خارج المنزل وأمام بابه، بدا شامخاً بجسمه الضخم الرياضي، ابتسامته المعتادة ارتسمت على وجهه، وما أن غادرنا السيارة حتى اقترب وصافح الحضور بكل تواضع وأخلاق، عانقته وهمست في أذنه 'أُحبك في الله يا أبو العبد' هكذا قلتها دون كلفة، ربما افتقرت للياقة حينها، لكن كان هذا شعوري، هكذا دون تكلف من القلب للقلب، فأجاب مبتسماً 'أحَبّك من أحببتني فيه'، دخلنا المنزل دون تفتيش أو حراسة، دون أسئلة واستفزازات تعوّد عليها زائرو القيادات.

    منزل متواضع بسيط وسط مخيم الشاطئ للاجئين، دخلنا قاعة الجلوس، جلت فيها بناظري، عدت بذاكرتي لقاعات دخلتها لمسئولين آخرين، قاعة متوسطة الحجم، هي أصغر من قاعات باقي البيوت التي دخلتها حتى الآن، أثاث متواضع جدا، جدران مطلية بشكل عادي، نظرت أمامي وابتسمت، على الجدار المقابل لمكان جلوسي كانت الرطوبة قد تركت أثرها عليه فأثرت على طلائه، يا الله هو بيت مثل بيوتنا، بل ربما أكثر تواضعاً، لكن مع بساطته، جعلني أشعر عظمة ساكنيه والافتخار بهم ، عظمة من أبى أن يتنكر لأهله وجيرانه ليسكن القصور أو يشتري أغلى البيوت في أفخم المناطق، ووالله لو فعل ما انتقص ذلك منه فهو يستحق أكثر.

    جاءت القهوة والتمر، عزم علينا السيد هنية بنفسه، قلت 'تفضل يا عيب الشوم' أجاب بأدب 'معلش أعفيني'، تذكرت أن اليوم الخميس فسألت 'صايم'، أومأ برأسه مع ابتسامة بالإيجاب، أخلاق القادة وتواضع الفقهاء.

    كانت آثار التعب بادية على وجهه، وكعادتي الفضولية سألت عن السبب حتى لا نزيده إرهاقا، قال من كانوا برفقته: أطال السهر بالأمس،وهو يستقبل الأفراد والوفود ممن دخلوا غزة بعد فتح الحدود، لم يرفض لقاء أي كان مهما علا أو صغر شأنه، استقبل الجميع دون استثناء، ولم يأو لفراشه إلا قبل الفجر بقليل، لكنه ها هو يستقبل زواره من جديد، لا يرد طلب أحد.

    دار الحوار حول أمور كثيرة، منها الأداء الإعلامي للحكومة، وأبديت رأيي بنقاط تحتاج للمراجعة ، وضعنا السيد هنية في صورة المستجدات، سأل واستفسر عن أبناء شعبه في الشتات وخاصة في أوروبا. يتابع كل الفعاليات والنشاطات حول العالم، عالم بدقائق الأمور، هكذا يجب أن يكون القادة، مرة أخرى ابتسمت وأنا أتذكر ذاك 'الزعيم' وهو يخطئ في اسم بلدة فلسطينية وعلى الهواء !.

    كان الأصل أن نجلس عشر دقائق ثم نغادر، لكن الحديث الممتع امتد، وأصر 'أبو العبد' أن نبقى، وزاد إصراراً أن نتناول طعام الغذاء عنده وفي منزله، لم أنس أنه صائم ولم ينس أصول وكرم الضيافة، اعتذرنا بأدب وبعد حوالي نصف الساعة استأذنا بالمغادرة.

    وقف السيد هنية وأشار لشخص في الغرفة فتناول مصحفاً كريماً (مصحف المسجد الأقصى) في صندوق خشبي جميل، وأهداني إياه، ووضع شالاً فلسطينياً حول عنقي، إغرورقت عيناي بالدموع، لم أتوقع ذلك، ومن أكون ليغمرني بلطفه وأدبه وتواضعه؟.عانقته بحرارة وتمنيت أن يجمعنا الله سبحانه وتعالى في القدس المحررة بإذن الله، خرجنا ولساني يلهج له بالدعاء أن يحميه المولى من الشرور وأن يسدد خطاه ومسعاه.

    كنت وما زلت أرفض تأليه الأشخاص والأفراد أو مدحهم، ولكني أجد نفسي مضطراً أن أصف بكل أمانة وصدق ما رأيته وأحسست به، غير متملق أو متصنع، فحق الناس أن نصفهم بما فيهم، لا أن نصنع صفاتهم لتناسبنا.

    كان السيد إسماعيل هنية رجلاً من زمان آخر غير زماننا، هادئ يتكلم بصوت منخفض، يستمع باهتمام، عيون تبرق وآذان تصغي وتركيز مذهل، يشرح ويسترسل دون كلل، يتقبل الرأي دون حرج، صدره رحب وابتسامته لا تفارقه، حباه الله بحسن الخُلق والخَلق، صفات عرفت بعدها لماذا تلتف حوله القلوب في كل بقاع الأرض.

    كان رجلاً وجدت فيه هدوء أبي بكر، وقوة عمر، وحلم عثمان، وحكمة علي، وتواضع عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم، تشعر معه أنك تعرفه منذ سنوات، لا حواجز ولا تكلف، تواضعه يرفعه، وأدبه يعظمه، وأخلاقه تفرض نفسها على كل الحضور، مهما قلت لن أستوفيه حقه، لكني وبكل صدق أقول إنه من زمن آخر، زمن الخلفاء والعظماء، لقاؤه لن أنساه، رضي الله عنه وأرضاه


    نصف ساعة في منزل زعيم عربي ShowLetter?box=Inbox&MsgId=839_1283024_5524_4129_135446_0_3917_195970_870753353&bodyPart=4&YY=78253&y5beta=yes&y5beta=yes&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&Idx=18

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي ShowLetter?box=Inbox&MsgId=839_1283024_5524_4129_135446_0_3917_195970_870753353&bodyPart=6&YY=78253&y5beta=yes&y5beta=yes&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&Idx=18

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي ShowLetter?box=Inbox&MsgId=839_1283024_5524_4129_135446_0_3917_195970_870753353&bodyPart=3&YY=78253&y5beta=yes&y5beta=yes&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&Idx=18
    anasgun
    anasgun


    ذكر عدد الرسائل : 1511
    العمر : 41
    الدولة : الاردن
    كيف تعرفت على المنتدى ؟ : كرة القدم
    التزامك بقوانين المنتدى : نصف ساعة في منزل زعيم عربي Uoa_ao10
    تاريخ التسجيل : 28/10/2007

    نصف ساعة في منزل زعيم عربي Empty رد: نصف ساعة في منزل زعيم عربي

    مُساهمة من طرف anasgun الجمعة 28 مارس 2008 - 2:33

    مشكوره بنت المرح بس اعذرني لوكان بتلك المواصفات لما وزن ايمان ابوبكر ايمان الامة
    لازال صحابتنا بعد رسول الله خير قدم وطئت الارض

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 1:16