«اجتماع بمستوى لجنة التخطيط في إحدى الوزارات خصص لبحث سبب إهمال لجنة المشتريات في شراء الشاي الأخضر للوزير.. الاجتماع تمخض عن حل لجنة المشتريات ونقل أحد موظفيها إلى محافظة إربد عقاباً له.. وإذا عرف السبب بطل العجب؛ فالوزير يتبع برنامج حمية أحد مكوناته الشاي الأخضر!!» الدستور - صفحة 3 - نوافذ - 31/3/2008م
أود في هذا المقال أن أوجه نقداً حاداً لهذا الوزير الذي أبدى التسامح في مسألة حساسة كهذه واكتفى بحل اللجنة ونقل أحد أعضائها نقلاً تأديبياً إلى إربد .
كان من المفروض أن يحول هذا المجرم المستهين والمقصر إلى محكمة أمن الدولة، فهو بفعلته الشنيعة مس مساساً بالغاً بأمن البلد واستقراره واقتصاده؛ فهو عندما تقاعس عن شراء الشاي لمعالي الوزير شوش أفكاره وعكر مزاجه ومنعه من أداء واجبه الوطني الذي نذر نفسه له وحرم الناس من إبداعات معاليه وعطل قدرته على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها المواطن، ثم إن معاليه كان يقصد من خلال اتباعه برنامج الحمية أن يوفر على خزينة الدولة ويخفف من استهلاكه للمال العام وأن يعطي المواطن مثالاً حياً على شد الأحزمة وسياسة التقشف التي تتبعها الحكومة تمشياً مع الوضع الاقتصادي الصعب للبلد.
إنني أطالب بتشكيل لجنة موسعة لبحث الأسباب الحقيقية التي دفعت هذا الموظف الضال إلى القيام بهذه الفعلة الشائنة، ولمعرفة الجهات الخارجية التي تقف وراءه والأهداف الخبيثة الكامنة التي أرادوا تحقيقها من خلال تعكير صفو وزرائنا الأكارم الذين يصلون الليل بالنهار ويحرمون أنفسهم من متع الحياة المباحة لأجلنا.
لا بد من جعل هذا الخارج على قانون الهز والذبذبة عبرة لمن يعتبر حتى لا يتجرأ غيره على مثل هذه الأعمال الخطيرة، فلو تسامحنا معه اليوم فإننا سنجد غداً من ينسى أو يتناسى عامداً أن يحجز لمدامات أصحاب المعالي عند الكوافير أو يرفض أن يفسح كلابهم المدللة، وربما يصل الأمر إلى أن يتوقف بعض الكتاب والشعراء عن إغداق المديح ومسح الجوخ لا قدر الله، فمن يدير البلد عندها؟ من سيهتم بصحتنا وتعليمنا وخبزنا وأمننا؟
هل علمتم الآن لماذا مات الرجل في الرصيفة أثناء موجة الصقيع؟
هل عرفتم كيف أصبح العدس سراباً يركض خلفه الفقراء؟
هل اكتشفتم بنداً جديداً هاماً في الموازنة وسبباً آخر للعجز فيها؟
إذا لم تجدوا الجواب فاختاروا جواباً مما يلي:
1- لأن وزراءنا مهتمون بتخفيف الوزن والمواطن يحفى كي لا يحصل ذلك.
2- لأنه لا يوجد كثير من أمثال ذلك الموظف.
3- لأننا نرى ونسمع ونعلم ذلك كله ثم نرضى به.
4- جميع ما ذكر.
ورحم الله الشاعر إذ قال:
يا شعب لا تشك الشقاء ... ولا تطل فيه نواحك
لو لم تكن بيديك مجروحاً ... لضمدنا جراحك
أنت انتقيت رجال أمرك ... وارتقبت بهم صلاحك
فإذا بهم يرخون فوق ... خسيس دنياهم وشاحك
أيسيل صدرك من جراحتهم ... وتعطيهم سلاحك
لهفي عليك أهكذا ... تطوي على الذل جناحك؟؟
جريدة السبيل
سلطان العجلوني / سجن قفقفا
ودمتم بود
أود في هذا المقال أن أوجه نقداً حاداً لهذا الوزير الذي أبدى التسامح في مسألة حساسة كهذه واكتفى بحل اللجنة ونقل أحد أعضائها نقلاً تأديبياً إلى إربد .
كان من المفروض أن يحول هذا المجرم المستهين والمقصر إلى محكمة أمن الدولة، فهو بفعلته الشنيعة مس مساساً بالغاً بأمن البلد واستقراره واقتصاده؛ فهو عندما تقاعس عن شراء الشاي لمعالي الوزير شوش أفكاره وعكر مزاجه ومنعه من أداء واجبه الوطني الذي نذر نفسه له وحرم الناس من إبداعات معاليه وعطل قدرته على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها المواطن، ثم إن معاليه كان يقصد من خلال اتباعه برنامج الحمية أن يوفر على خزينة الدولة ويخفف من استهلاكه للمال العام وأن يعطي المواطن مثالاً حياً على شد الأحزمة وسياسة التقشف التي تتبعها الحكومة تمشياً مع الوضع الاقتصادي الصعب للبلد.
إنني أطالب بتشكيل لجنة موسعة لبحث الأسباب الحقيقية التي دفعت هذا الموظف الضال إلى القيام بهذه الفعلة الشائنة، ولمعرفة الجهات الخارجية التي تقف وراءه والأهداف الخبيثة الكامنة التي أرادوا تحقيقها من خلال تعكير صفو وزرائنا الأكارم الذين يصلون الليل بالنهار ويحرمون أنفسهم من متع الحياة المباحة لأجلنا.
لا بد من جعل هذا الخارج على قانون الهز والذبذبة عبرة لمن يعتبر حتى لا يتجرأ غيره على مثل هذه الأعمال الخطيرة، فلو تسامحنا معه اليوم فإننا سنجد غداً من ينسى أو يتناسى عامداً أن يحجز لمدامات أصحاب المعالي عند الكوافير أو يرفض أن يفسح كلابهم المدللة، وربما يصل الأمر إلى أن يتوقف بعض الكتاب والشعراء عن إغداق المديح ومسح الجوخ لا قدر الله، فمن يدير البلد عندها؟ من سيهتم بصحتنا وتعليمنا وخبزنا وأمننا؟
هل علمتم الآن لماذا مات الرجل في الرصيفة أثناء موجة الصقيع؟
هل عرفتم كيف أصبح العدس سراباً يركض خلفه الفقراء؟
هل اكتشفتم بنداً جديداً هاماً في الموازنة وسبباً آخر للعجز فيها؟
إذا لم تجدوا الجواب فاختاروا جواباً مما يلي:
1- لأن وزراءنا مهتمون بتخفيف الوزن والمواطن يحفى كي لا يحصل ذلك.
2- لأنه لا يوجد كثير من أمثال ذلك الموظف.
3- لأننا نرى ونسمع ونعلم ذلك كله ثم نرضى به.
4- جميع ما ذكر.
ورحم الله الشاعر إذ قال:
يا شعب لا تشك الشقاء ... ولا تطل فيه نواحك
لو لم تكن بيديك مجروحاً ... لضمدنا جراحك
أنت انتقيت رجال أمرك ... وارتقبت بهم صلاحك
فإذا بهم يرخون فوق ... خسيس دنياهم وشاحك
أيسيل صدرك من جراحتهم ... وتعطيهم سلاحك
لهفي عليك أهكذا ... تطوي على الذل جناحك؟؟
جريدة السبيل
سلطان العجلوني / سجن قفقفا
ودمتم بود