قرحى.. قير مؤاب.. قير حارس.. كرخا.. كارلو.. كرك مؤاب.. خشم العقاب.. عش الغراب.. حصن مؤاب.. جوهرة الصحراء.. حامية الطريق السلطاني.. ممر الحج الشامي...
تبهرك بطلعتها، تقبل عليها فلا يمكنك الولوج إليها إلا بعد تحية قلعتها: أن تمر تحت أسوارها ترمقك بثاقب عيونها، ويسلّمك البرج إلى البرج، إلى أن تمر بإبط مدرستها ناظراً إليها شامخة مترفعة..
لا تصل قلعتها إلا كناسك متعب يرنو إلى معبده، فتستقبلك بجسرها الخشبي فوق الأخدود المحيط بها وببوابتها الحديدية القديمة قدم التاريخ..
تستقبلك وأنت مقبل عليها، بشموخ مبدع وروعة فنان وحس شاعر وأنفة فارس وعمق تاريخ وامتداد جغرافية وقدرة إنسان وتجليات مكان وزمان..
بناها ميشع المؤابي، وتحالفت مع نبوخذ نصر البابلي، واحتلّها كورش الفارسي، ومر بها جنود أدريانوس الروماني، كرّمها سيد المرسلين محمد في طريقة إلى بصرى الشام تاجراً، شهدت أول الفتح في مؤتة، هللت لسعد بن أبي وقاص وجيشه فدخلها بسلام، استقبلت عمر بن الخطاب متوجهاً إلى القدس فاتحاً، جمعت الحديث الشريف حين شُغلت الأمةُ بفتنها، احتضنت مدارس المذهب الشافعي، وتخصصت في مدارس الطب والعلوم، حررها صلاح الدين من دنس أرناط ليتمكن من دخول القدس محرراً فاتحاً، انطلق منها الناصر داوود ليستعيد القدس بعد أن سلّمتها للصليبين أحلامُ الحكام ومنازعاتهم، ثارت على المماليك وولّت المغيث بن عمر ملكاً لِتُحقّ الحق، عمّرها الظاهر بيبرس واتخذها العثمانيون مقراً وثكلت بأبنائها ثوار هية الكرك 1910 إذ أُلقوا من على أبراجها لتثأر لهم مع ثوار العرب وأحرارها بثورة العرب الكبرى..
وما إن تلج إلى داخلها حتى تستقبلك بأدراجها وطوابقها السبعة وأقبيتها وساحاتها وفتحات أسوارها حتى تظن أنك ملكت كل ما حولها بما تُشعرك به من قوة وهيبة وروعة حضور، أما متحفها فيخبرك بتواضع عالم عن عمق حضارتها وروعة إنسانها وعظمة تاريخها وامتداد عمرها من عصر حجري إلى برونزي إلى حديدي إلى عصور الكتابة والتدوين من مسلة ميشع إلى نقوش الرومان إلى المسيحية السرية إلى البيزنطية إلى الفتح الإسلامي الأول فالغزو الصليبي وتحرير المسلمين لها على يد صلاح الدين.. وكل هذا ببضع قطع من فخارها الأحمر المؤابي وصكوك عملتها وبقايا أدوات وتماثيل وأنصاب آلهتها وزجاجها المرسوم بعناية وآثار حضارات إنسانية مرت بها أعطتها وتأثرت بها وبقيت كعشتر كموش تصعد إلى السماء لتعود إلى الأرض مخرجةً تموز ومنطلقةً إلى الآفاق ملكةً بكل بهائها وجمالها..
وما إن تخرج من هذا القبو الطويل الذي يشغله المتحف، وتطوف بواجهاتها، حتى ترى من واجهتها الشمالية مدينة الكرك بمساجدها وكنائسها ومقامات أوليائها وأسواقها ومدفع رمضانها ومدرستها التي احتضنت رجالات الأردن منذ أكثر من قرن.. كل ذلك داخل المدينة بأبراجها الخمسة التي تمتد كَيَدٍ حانية محيطة بها من كل جانب تضمها وتشعرها بالأنفة والاعتزاز... أما واجهتها الجنوبية فحيث كان مدخلها لآلاف السنين عبر جسر طبيعي حفره المؤابيون بعد فصل الجبلين واستخدمه الأنباط كوريد ماء سري للقلعة وظل مدخل الكرك المكشوف الوحيد وسُمّي الخزق قبل أن تمتد يد الطرق المعبدة لتهدمه وتهتك أسراره..
واجهتها الشرقية تستقبل الشمس رمز آلهة مؤاب القديمة كموش، وتحتضن زوارها وتحمي صحراءها... أما واجهتها الغربية فعينها على القدس توأم الروح وشريكة الماضي، منتظرةً بكل صبر موعدَ المساء لترقب أضواءها كصبّ عاشق أضناه الشوق تحنو إلى أيام تبادل الإشارات النارية مشتاقة لعناقٍ وإن طال لا ريب آت..
لم تكن طارئة في التاريخ، وإن حاول بعضهم أن يتجاهل حضورها، فهي التي تعرف كيف تفرض وجودها متى شاءت.. من دون ضوضاء أو صخب..
تبهرك بطلعتها، تقبل عليها فلا يمكنك الولوج إليها إلا بعد تحية قلعتها: أن تمر تحت أسوارها ترمقك بثاقب عيونها، ويسلّمك البرج إلى البرج، إلى أن تمر بإبط مدرستها ناظراً إليها شامخة مترفعة..
لا تصل قلعتها إلا كناسك متعب يرنو إلى معبده، فتستقبلك بجسرها الخشبي فوق الأخدود المحيط بها وببوابتها الحديدية القديمة قدم التاريخ..
تستقبلك وأنت مقبل عليها، بشموخ مبدع وروعة فنان وحس شاعر وأنفة فارس وعمق تاريخ وامتداد جغرافية وقدرة إنسان وتجليات مكان وزمان..
بناها ميشع المؤابي، وتحالفت مع نبوخذ نصر البابلي، واحتلّها كورش الفارسي، ومر بها جنود أدريانوس الروماني، كرّمها سيد المرسلين محمد في طريقة إلى بصرى الشام تاجراً، شهدت أول الفتح في مؤتة، هللت لسعد بن أبي وقاص وجيشه فدخلها بسلام، استقبلت عمر بن الخطاب متوجهاً إلى القدس فاتحاً، جمعت الحديث الشريف حين شُغلت الأمةُ بفتنها، احتضنت مدارس المذهب الشافعي، وتخصصت في مدارس الطب والعلوم، حررها صلاح الدين من دنس أرناط ليتمكن من دخول القدس محرراً فاتحاً، انطلق منها الناصر داوود ليستعيد القدس بعد أن سلّمتها للصليبين أحلامُ الحكام ومنازعاتهم، ثارت على المماليك وولّت المغيث بن عمر ملكاً لِتُحقّ الحق، عمّرها الظاهر بيبرس واتخذها العثمانيون مقراً وثكلت بأبنائها ثوار هية الكرك 1910 إذ أُلقوا من على أبراجها لتثأر لهم مع ثوار العرب وأحرارها بثورة العرب الكبرى..
وما إن تلج إلى داخلها حتى تستقبلك بأدراجها وطوابقها السبعة وأقبيتها وساحاتها وفتحات أسوارها حتى تظن أنك ملكت كل ما حولها بما تُشعرك به من قوة وهيبة وروعة حضور، أما متحفها فيخبرك بتواضع عالم عن عمق حضارتها وروعة إنسانها وعظمة تاريخها وامتداد عمرها من عصر حجري إلى برونزي إلى حديدي إلى عصور الكتابة والتدوين من مسلة ميشع إلى نقوش الرومان إلى المسيحية السرية إلى البيزنطية إلى الفتح الإسلامي الأول فالغزو الصليبي وتحرير المسلمين لها على يد صلاح الدين.. وكل هذا ببضع قطع من فخارها الأحمر المؤابي وصكوك عملتها وبقايا أدوات وتماثيل وأنصاب آلهتها وزجاجها المرسوم بعناية وآثار حضارات إنسانية مرت بها أعطتها وتأثرت بها وبقيت كعشتر كموش تصعد إلى السماء لتعود إلى الأرض مخرجةً تموز ومنطلقةً إلى الآفاق ملكةً بكل بهائها وجمالها..
وما إن تخرج من هذا القبو الطويل الذي يشغله المتحف، وتطوف بواجهاتها، حتى ترى من واجهتها الشمالية مدينة الكرك بمساجدها وكنائسها ومقامات أوليائها وأسواقها ومدفع رمضانها ومدرستها التي احتضنت رجالات الأردن منذ أكثر من قرن.. كل ذلك داخل المدينة بأبراجها الخمسة التي تمتد كَيَدٍ حانية محيطة بها من كل جانب تضمها وتشعرها بالأنفة والاعتزاز... أما واجهتها الجنوبية فحيث كان مدخلها لآلاف السنين عبر جسر طبيعي حفره المؤابيون بعد فصل الجبلين واستخدمه الأنباط كوريد ماء سري للقلعة وظل مدخل الكرك المكشوف الوحيد وسُمّي الخزق قبل أن تمتد يد الطرق المعبدة لتهدمه وتهتك أسراره..
واجهتها الشرقية تستقبل الشمس رمز آلهة مؤاب القديمة كموش، وتحتضن زوارها وتحمي صحراءها... أما واجهتها الغربية فعينها على القدس توأم الروح وشريكة الماضي، منتظرةً بكل صبر موعدَ المساء لترقب أضواءها كصبّ عاشق أضناه الشوق تحنو إلى أيام تبادل الإشارات النارية مشتاقة لعناقٍ وإن طال لا ريب آت..
لم تكن طارئة في التاريخ، وإن حاول بعضهم أن يتجاهل حضورها، فهي التي تعرف كيف تفرض وجودها متى شاءت.. من دون ضوضاء أو صخب..
[quote=[url=https://bent-almara7.ahlamontada.com/mailto:BL@CK @NGEL]BL@CK @NGEL[/url]]