ِهل أصيبت بالأيدز ؟!
ِ
تقول إحدى المعلمات :
تبدأ القصة بدخول إحدى الطالبات إلى غرفتي وهي تستند إلى إحدى معلمات المدرسة
وهي منهارة وفي حالٍ يرثى له .. حاولت مع المعلمة تهدئة الطالبة .. دون جدوى ..
فطلبت منها الجلوس .. وناولتها مصحفا فتحته على سورة ( يس ) وطلبت منها أن تذكرالله سبحانه وتعالى حتى تهدأ .. تِِناولت الطالبة المصحف .. بهدوء واخذت تتلو آيات الله تعالى .. بينما لجأت الى عملي .. وانا على اعتقاد بأن المشكلة لن تخرج عن حالة اكتئاب وضغط نفسي أو حالة وفاة قريب .. او ما شابه من الحالات اليومية التي تطرأ على العمل .. ولم يخطر ببالي أبدا بأن هذه الزهرة الجميلة تحمل هما يثقل كاهل أسرة.. هدأت الطالبة وتقدمت مني بخطوات حزينة .. جلست أمامي .. وشعرت بأنها تمالكت نفسها وتستعد للحديث .. ثم بدأت قائلة :
بداية حكايتي كانت مع بدء اجازة الصيف للعام الدراسي السابق .. سافرت أمي مع أبي وجدتي للعلاج خارج الدولة .. وتركتني مع اخوتي الصغار برعاية عمتي .. وهي نصف أمية أقصد بأنها تعلمت القراءة والكتابة ولكنها لاتعي لأمور الحياة وفلسفتها ..
كنت أشعر بالملل والكآبة فهي المرة الأولى التي افارق فيها أمي .. بدأت أتسلى على ( النت ) واتجول في عدة مواقع .. وأطيل الحوار في غرف الدردشة الشات ولأنني تربيت تربية فاضلة فلم أخشى على نفسي .. حتى تعرفت يوما على شاب من نفس بلدي يسكن بإمارة اخرى .. بدأت أطيل الحديث معة بحجة التسلية .. والقضاء على ساعات الفراغ .. ثم تحول إلى لقاء يومي .. وطلب مني ان يحدثني على الماسنجر فوافقت وكان يدور بيننا حوار يومي ولساعات طويلة حتى الفجر ..
خلال حديثي معه تعرفت على حياته وتعرف هو على حياتي .. عرفت منه بأنه شاب لعوب يحب السفر وقد جرب أنواع الحرام .. كنا نتناقش في عدة أمور مفيدة في الحياة .. وبلباقتي استطعت أن أغير مجري حياتة .. فبدأ بالصلاة والالتزام .. ؟؟!!
بعد فترة وجيزة صارحني بحبه لي .. وخاصة بأنه قد تغير .. وتحسن سلوكه وبقناعة تامة منه بأن حياته السابقة كانت طيش وانتهى ..
ترددت في البداية .. ولكنني وبعد تفكير لأيام اكتشفت بأنني متعلقة به .. وأسعد أوقاتي عند اقتراب موعد اللقاء على الماسنجر .. فطلب مني اللقاء .. وافقت على أن يكون مكانا عاما .. ولدقائق معدودة .. فقط ليرى صورتي ..
وفي يوم اللقاء استطعت أن أفلت من عمتي بحجة أنني أزور صديقة .. وأتخلص من الفراغ .. حتى حان موعد اللقاء .. بدأ قلبي يرجف .. ويدق دقات غير اعتيادية حتى رأيته وجهاً لوجه .. لم أكن أتصور أن يكون بهذه الصورة .. انه كما يقال في قصص الخيال فارس الأحلام .. تحاورنا لدقائق .. وقد ابدى اعجابه الشديد بصورتي .. وقال أنني أجمل مما تخيل ..
تركته وعدت الى منزلي تغمرني السعادة .. أكاد أن أطير .. لا تسعني الدنيا بما فيها .. لدرجة ان معاملتي لأخوتي تغيرت .. فكنت شعلة من الحنان لجميع أفراد الأسرة .. هذا ما علمني الحب ..؟؟
وبدأنا بأسلوب آخر في الحوار .. وعدني بأنه يتقدم لخطوبتي فور رجوع أسرتي من السفر.. ولكنني رفضت وطلبت منه ان يتمهل حتى انتهي الدراسة .. تكرر لقائنا خلال الاجازة ثلاث مرات .. وكنت في كل مرة أعود محملة بسعادة تسع الدنيا بمن فيها ..
في هذه الفترة كانت أسرتي قد عادت من رحلة المرض .. والاكتئاب يسود على جو أسرتي .. لفشل العلاج ..ومع بداية السنة الدراسية طلب مني لقاء فرفضت لأنني لا أجرؤ على هذا الفعل بوجود أمي .. ولكن تحت إصراره بأنه يحمل مفاجأة سعيدة لنا وافقت .. وفي الموعد المحدد تقابلنا واذا به يفاجئني بدبلة لخطبتي فسعدت كثيرا وقد أصر ان يزور اهلي .. وكنت انا التي أرفض بحجة الدراسة !!
في نفس اليوم وفي لحظات الضعف .. استسلمنا للشيطان .. لحظات كئيبة .. لا أعرف كيف أوزنها ولا ارغب ان أتذكرها .. وجدت نفسي بحلة ثانية .. لست التي تربت على الفضائل والأخلاق ... ثم أخذ يواسيني ويصر على أن يتقدم للخطوبة وبأسرع وقت ..
أنهيت اللقاء بوعد مني أن أفكر في الموضوع ثم أحدد موعد لقاءه بأسرتي .. رجعت الى منزلي م**ورة .. حزينه ..عشت أياما لا اطيق رؤية أي شخص .. تأثر مستواي الدراسي كثيرا .. وقد كان يكلمني كل يوم ليطمئن على صحتي .. بعد حوالي اسبوعين تأكدت بان الله لن يفضح فعلتي .. والحمد لله فبدأت استعيد صحتي .. وأهدأ تدريجيا .. واتفقت معه على ان يزور أهلي مع نهاية الشهر ليطلبني للزواج ..
بعد فترة وجيزة .. تغيب عني ولمدة أسبوع .. وقد كانت فترة طويلة بالنسبة لعلاقتنا أن يغيب وبدون عذر .. حاولت أن أحدثه فلم أجده ..
بعد أن طال الانتظار .. وجدت في بريدي رسالة منه .. مختصرة .. وغريبة .. لم أفهم محتواها .. فطلبته بواسطة الهاتف لاستوضح الأمر ..
التقيت به بعد ساعة من الاتصال .. وجدت الحزن العميق في عينيه .. حاولت أن أفهم السبب .. دون جدوى وفجاة انهار بالبكاء .. لا اتصور ان اجد رجلا بهذا المنظر !!
فقد كان اطرافه ترجف من شدة البكاء .. أعتقد بأن سوءا حل بأحد أفراد أسرته .. حاولت أن أعرف سبب حزنه .. ثم طلب مني العودة .. استغربت وقلت له بأن الموعد لم يحن بعد .. ثم طلب مني ان أنساه .. لم أفهم .. وبكيت واتهمته بأنه يريد الخلاص مني .. ولكن فوجئت بأقواله !!
لن أنسى مهما حييت وجهه الحزين وهو يقول بأنه اكتشف مرضه بعد أن فات الأوان !!
أي مرض ؟؟ .. وأي أوآن ؟؟.. وما معني هذه الكمات ؟؟؟
لقد كان مصابا بمرض الايدز .. وقدعلم بذلك مؤخرا وبالمصادفة ؟؟؟
ما زالت ابنتنا في حيرة وحزن .. وأمام مصير مجهول .. هي انتقل اليها المرض ؟؟ هل تستطيع أن تواجه أهلها بهذه المصيبة ؟؟
ولكن .. من المسؤول عن هذه الضحية ؟ لقد نشأت في أسرة مستقرة ..ولكن يبقى أن نقول لكل فتاه ..احذري وصوني نفسك .. ولا تصغري الكبائر فكل خطيئة تبدأ صغيرة ولكنها تكبر مع الأيام .. احسبي ليوما تكوني فيه ضحية مثل فتاتنا الحزينة التي تنتظر المصير المجهول !!
ِ
تقول إحدى المعلمات :
تبدأ القصة بدخول إحدى الطالبات إلى غرفتي وهي تستند إلى إحدى معلمات المدرسة
وهي منهارة وفي حالٍ يرثى له .. حاولت مع المعلمة تهدئة الطالبة .. دون جدوى ..
فطلبت منها الجلوس .. وناولتها مصحفا فتحته على سورة ( يس ) وطلبت منها أن تذكرالله سبحانه وتعالى حتى تهدأ .. تِِناولت الطالبة المصحف .. بهدوء واخذت تتلو آيات الله تعالى .. بينما لجأت الى عملي .. وانا على اعتقاد بأن المشكلة لن تخرج عن حالة اكتئاب وضغط نفسي أو حالة وفاة قريب .. او ما شابه من الحالات اليومية التي تطرأ على العمل .. ولم يخطر ببالي أبدا بأن هذه الزهرة الجميلة تحمل هما يثقل كاهل أسرة.. هدأت الطالبة وتقدمت مني بخطوات حزينة .. جلست أمامي .. وشعرت بأنها تمالكت نفسها وتستعد للحديث .. ثم بدأت قائلة :
بداية حكايتي كانت مع بدء اجازة الصيف للعام الدراسي السابق .. سافرت أمي مع أبي وجدتي للعلاج خارج الدولة .. وتركتني مع اخوتي الصغار برعاية عمتي .. وهي نصف أمية أقصد بأنها تعلمت القراءة والكتابة ولكنها لاتعي لأمور الحياة وفلسفتها ..
كنت أشعر بالملل والكآبة فهي المرة الأولى التي افارق فيها أمي .. بدأت أتسلى على ( النت ) واتجول في عدة مواقع .. وأطيل الحوار في غرف الدردشة الشات ولأنني تربيت تربية فاضلة فلم أخشى على نفسي .. حتى تعرفت يوما على شاب من نفس بلدي يسكن بإمارة اخرى .. بدأت أطيل الحديث معة بحجة التسلية .. والقضاء على ساعات الفراغ .. ثم تحول إلى لقاء يومي .. وطلب مني ان يحدثني على الماسنجر فوافقت وكان يدور بيننا حوار يومي ولساعات طويلة حتى الفجر ..
خلال حديثي معه تعرفت على حياته وتعرف هو على حياتي .. عرفت منه بأنه شاب لعوب يحب السفر وقد جرب أنواع الحرام .. كنا نتناقش في عدة أمور مفيدة في الحياة .. وبلباقتي استطعت أن أغير مجري حياتة .. فبدأ بالصلاة والالتزام .. ؟؟!!
بعد فترة وجيزة صارحني بحبه لي .. وخاصة بأنه قد تغير .. وتحسن سلوكه وبقناعة تامة منه بأن حياته السابقة كانت طيش وانتهى ..
ترددت في البداية .. ولكنني وبعد تفكير لأيام اكتشفت بأنني متعلقة به .. وأسعد أوقاتي عند اقتراب موعد اللقاء على الماسنجر .. فطلب مني اللقاء .. وافقت على أن يكون مكانا عاما .. ولدقائق معدودة .. فقط ليرى صورتي ..
وفي يوم اللقاء استطعت أن أفلت من عمتي بحجة أنني أزور صديقة .. وأتخلص من الفراغ .. حتى حان موعد اللقاء .. بدأ قلبي يرجف .. ويدق دقات غير اعتيادية حتى رأيته وجهاً لوجه .. لم أكن أتصور أن يكون بهذه الصورة .. انه كما يقال في قصص الخيال فارس الأحلام .. تحاورنا لدقائق .. وقد ابدى اعجابه الشديد بصورتي .. وقال أنني أجمل مما تخيل ..
تركته وعدت الى منزلي تغمرني السعادة .. أكاد أن أطير .. لا تسعني الدنيا بما فيها .. لدرجة ان معاملتي لأخوتي تغيرت .. فكنت شعلة من الحنان لجميع أفراد الأسرة .. هذا ما علمني الحب ..؟؟
وبدأنا بأسلوب آخر في الحوار .. وعدني بأنه يتقدم لخطوبتي فور رجوع أسرتي من السفر.. ولكنني رفضت وطلبت منه ان يتمهل حتى انتهي الدراسة .. تكرر لقائنا خلال الاجازة ثلاث مرات .. وكنت في كل مرة أعود محملة بسعادة تسع الدنيا بمن فيها ..
في هذه الفترة كانت أسرتي قد عادت من رحلة المرض .. والاكتئاب يسود على جو أسرتي .. لفشل العلاج ..ومع بداية السنة الدراسية طلب مني لقاء فرفضت لأنني لا أجرؤ على هذا الفعل بوجود أمي .. ولكن تحت إصراره بأنه يحمل مفاجأة سعيدة لنا وافقت .. وفي الموعد المحدد تقابلنا واذا به يفاجئني بدبلة لخطبتي فسعدت كثيرا وقد أصر ان يزور اهلي .. وكنت انا التي أرفض بحجة الدراسة !!
في نفس اليوم وفي لحظات الضعف .. استسلمنا للشيطان .. لحظات كئيبة .. لا أعرف كيف أوزنها ولا ارغب ان أتذكرها .. وجدت نفسي بحلة ثانية .. لست التي تربت على الفضائل والأخلاق ... ثم أخذ يواسيني ويصر على أن يتقدم للخطوبة وبأسرع وقت ..
أنهيت اللقاء بوعد مني أن أفكر في الموضوع ثم أحدد موعد لقاءه بأسرتي .. رجعت الى منزلي م**ورة .. حزينه ..عشت أياما لا اطيق رؤية أي شخص .. تأثر مستواي الدراسي كثيرا .. وقد كان يكلمني كل يوم ليطمئن على صحتي .. بعد حوالي اسبوعين تأكدت بان الله لن يفضح فعلتي .. والحمد لله فبدأت استعيد صحتي .. وأهدأ تدريجيا .. واتفقت معه على ان يزور أهلي مع نهاية الشهر ليطلبني للزواج ..
بعد فترة وجيزة .. تغيب عني ولمدة أسبوع .. وقد كانت فترة طويلة بالنسبة لعلاقتنا أن يغيب وبدون عذر .. حاولت أن أحدثه فلم أجده ..
بعد أن طال الانتظار .. وجدت في بريدي رسالة منه .. مختصرة .. وغريبة .. لم أفهم محتواها .. فطلبته بواسطة الهاتف لاستوضح الأمر ..
التقيت به بعد ساعة من الاتصال .. وجدت الحزن العميق في عينيه .. حاولت أن أفهم السبب .. دون جدوى وفجاة انهار بالبكاء .. لا اتصور ان اجد رجلا بهذا المنظر !!
فقد كان اطرافه ترجف من شدة البكاء .. أعتقد بأن سوءا حل بأحد أفراد أسرته .. حاولت أن أعرف سبب حزنه .. ثم طلب مني العودة .. استغربت وقلت له بأن الموعد لم يحن بعد .. ثم طلب مني ان أنساه .. لم أفهم .. وبكيت واتهمته بأنه يريد الخلاص مني .. ولكن فوجئت بأقواله !!
لن أنسى مهما حييت وجهه الحزين وهو يقول بأنه اكتشف مرضه بعد أن فات الأوان !!
أي مرض ؟؟ .. وأي أوآن ؟؟.. وما معني هذه الكمات ؟؟؟
لقد كان مصابا بمرض الايدز .. وقدعلم بذلك مؤخرا وبالمصادفة ؟؟؟
ما زالت ابنتنا في حيرة وحزن .. وأمام مصير مجهول .. هي انتقل اليها المرض ؟؟ هل تستطيع أن تواجه أهلها بهذه المصيبة ؟؟
ولكن .. من المسؤول عن هذه الضحية ؟ لقد نشأت في أسرة مستقرة ..ولكن يبقى أن نقول لكل فتاه ..احذري وصوني نفسك .. ولا تصغري الكبائر فكل خطيئة تبدأ صغيرة ولكنها تكبر مع الأيام .. احسبي ليوما تكوني فيه ضحية مثل فتاتنا الحزينة التي تنتظر المصير المجهول !!